من المراح الي الشاشات
كيف تغيّرت حياة راعي الغنم بعد أن تعلّم إدارة مشروعه إلكترونيًا في صباحٍ من صباحات نجد، كان أبو سلمان يجلس على صخرةٍ في طرف المراح، يتأمل قطيعه بعين المربي الذي يعرف أسماء نعاجه كما يعرف أسماء أولاده. لكن بين حساب العلف، ومواعيد البيع، وتعب التنقل، بدأت تنهكه الأسئلة: إلى متى وأنا أدور في نفس الدائرة؟ هل في حل يخليني أرتب مشروعي وأربح أكثر بدون ما أترك الأرض ولا الحلال؟ هنا بدأت الحكاية. إدارة مشاريع المواشي ما عادت مثل أول، اليوم صارت تعتمد على الفهم، على التخطيط، وعلى استخدام الأدوات اللي تسهّل حياة المربي بدل ما تثقلها. أول خطوة سواها أبو سلمان كانت إنه جلس مع ولده وقال له: "علّمني كيف أستخدم الجوال في شغل الغنم." ومن هنا بدأ يتعلّم عن التسويق، عن الجداول، عن المتابعة، وعن شيء اسمه "مشروع إلكتروني". صار يعرف متى يشتري ومتى يبيع، صار يعرف وش أفضل موسم يكثر فيه الطلب، وصار يحسب التكاليف صح. حتى صور الغنم صار يصورها ويرسلها للمشترين وهو في مكانه. صار يعرف عدد المواليد، وحالات الأمومة، ومواعيد التحصين. ما عاد يتوه، ولا يضيع، ولا يحتاج يكتب على كرتون أو على جدار الزر...